العقل السليم فى الجسم السليم
التهاب الأمعاء: الأعراض والأسباب وطرق العلاج والوقاية
تُعد صحة الجهاز الهضمي من الركائز الأساسية لسلامة الجسم، إذ يلعب دورًا محوريًا في امتصاص العناصر الغذائية ودعم جهاز المناعة. ومن بين أبرز المشكلات الصحية التي قد تصيبه هو التهاب الأمعاء، وهو مصطلح يشير إلى مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على بطانة الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، مسببة أعراضًا مزعجة قد تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير.
في هذه المقالة سنتعرف على ما هو التهاب الأمعاء؟ وما أسبابه؟ وما هي طرق العلاج والوقاية منه؟

ما هو التهاب الأمعاء؟
التهاب الأمعاء هو حالة مرضية تتميز بتهيج أو تورم بطانة الأمعاء، وقد يصيب الأمعاء الدقيقة أو الغليظة أو كلاهما معًا. تختلف شدة الالتهاب بين حالة وأخرى، فقد يكون بسيطًا ويختفي بالعلاج السريع، وقد يكون مزمنًا يتطلب متابعة طبية طويلة الأمد.
أنواع التهاب الأمعاء
تتنوع أشكال التهاب الأمعاء، ومن أبرزها:
- التهاب الأمعاء الفيروسي: غالبًا ما يُعرف باسم “إنفلونزا المعدة”، ويُعد السبب الأكثر شيوعًا عند الأطفال والبالغين.
- التهاب الأمعاء البكتيري: يحدث نتيجة تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة بأنواع من البكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية.
- التهاب الأمعاء الطفيلي: تسببه الطفيليات مثل الجيارديا، وغالبًا ينتقل عبر المياه الملوثة.
- التهاب الأمعاء المزمن: ويشمل أمراضًا مثل مرض كرون (Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis)، وكلاهما من أمراض المناعة الذاتية.
أسباب التهاب الأمعاء
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الأمعاء، وتشمل:
- العدوى الفيروسية: مثل الفيروس العجلي (Rotavirus) والنوروفيروس.
- العدوى البكتيرية: نتيجة التسمم الغذائي أو تلوث المياه.
- الطفيليات: مثل الديدان أو الأميبا.
- أمراض المناعة الذاتية: عندما يهاجم الجهاز المناعي بطانة الأمعاء.
- العوامل الوراثية: خاصة في الأمراض المزمنة مثل مرض كرون.
- استخدام بعض الأدوية: مثل المضادات الحيوية التي قد تخل بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
- التدخين ونمط الحياة غير الصحي.
أعراض التهاب الأمعاء
تختلف الأعراض حسب السبب ونوع الالتهاب، لكنها غالبًا تشمل:
- الإسهال (قد يكون مائيًا أو مصحوبًا بدم).
- آلام وتقلصات في البطن.
- الغثيان والتقيؤ.
- فقدان الشهية.
- ارتفاع درجة الحرارة (في حال وجود عدوى).
- فقدان الوزن (خاصة في الحالات المزمنة).
- الشعور بالإرهاق العام.
تنبيه: استمرار الأعراض أو شدتها يتطلب مراجعة الطبيب لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب.
تشخيص التهاب الأمعاء
يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات تشمل:
- الفحص السريري: حيث يستمع الطبيب للأعراض ويفحص البطن.
- تحاليل الدم: للكشف عن وجود عدوى أو علامات التهاب.
- تحاليل البراز: للكشف عن البكتيريا أو الطفيليات.
- الفحوصات التصويرية: مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي في حالات الاشتباه بالأمراض المزمنة.
- المنظار الهضمي: لفحص بطانة الأمعاء وأخذ عينات (خزعات).
علاج التهاب الأمعاء
يعتمد العلاج على السبب المؤدي للالتهاب، ومن أبرز طرق العلاج:
العلاج الدوائي
- المضادات الحيوية: في حالة العدوى البكتيرية.
- الأدوية المضادة للفيروسات: في بعض الإصابات الفيروسية الشديدة.
- الأدوية المضادة للطفيليات: لعلاج الالتهابات الطفيلية.
- مضادات الالتهاب والمناعة: في الحالات المزمنة مثل مرض كرون.
- مسكنات الألم: لتخفيف التقلصات والأوجاع.
العلاج المنزلي والدعم الغذائي
- شرب كميات كافية من الماء والسوائل لتعويض الجفاف الناتج عن الإسهال.
- تناول محاليل الإماهة الفموية لتعويض الأملاح والمعادن المفقودة.
- اتباع نظام غذائي خفيف يحتوي على أطعمة سهلة الهضم مثل الأرز، البطاطا، الموز، والخبز المحمص.
- تجنب الأطعمة الدسمة، الحارة، والمشروبات الغازية.
التدخل الجراحي
قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة في بعض حالات التهاب الأمعاء المزمن، مثل:
- انسداد الأمعاء.
- النزيف المستمر.
- تكوّن خراجات أو نواسير.
مضاعفات التهاب الأمعاء
في حال عدم العلاج أو الإهمال، قد يؤدي التهاب الأمعاء إلى:
- الجفاف الحاد خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
- سوء التغذية نتيجة ضعف امتصاص العناصر الغذائية.
- الأنيميا بسبب فقدان الدم مع البراز.
- انسداد الأمعاء في بعض الحالات المزمنة.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون في حالة التهاب القولون المزمن.
الوقاية من التهاب الأمعاء
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، ولتقليل خطر الإصابة يُنصح بـ:
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
- طهي الطعام جيدًا وتجنب تناول اللحوم أو الأسماك النيئة.
- شرب مياه نظيفة ومعقمة.
- غسل الفواكه والخضروات قبل تناولها.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين.
- أخذ اللقاحات الموصى بها مثل لقاح الفيروس العجلي للأطفال.
- تبني نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة وممارسة الرياضة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب فورًا إذا ظهرت أعراض مثل:
- إسهال شديد ومستمر.
- دم في البراز.
- ارتفاع حرارة مستمر.
- فقدان وزن غير مبرر.
- آلام شديدة في البطن.
الخاتمة
إن التهاب الأمعاء مرض شائع تتعدد أسبابه وأعراضه، وقد يتراوح بين عدوى بسيطة تُشفى خلال أيام، وحالات مزمنة تتطلب متابعة طويلة الأمد. ومع ذلك، فإن اتباع أسلوب حياة صحي، وتجنب مصادر العدوى، ومراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض، يظل السبيل الأفضل للوقاية والعلاج المبكر.
الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي يعني الحفاظ على صحة الجسم كله، لذلك اجعل سلامة أمعائك أولوية في حياتك اليومية.
تابعنا على صفحتنا على الانستغرام Health News Arabic | أخبار الصحة بالعربي
شاركها مع اصدقائك