السكتة الدماغية: الأسباب، الأعراض، العلاج، والوقاية

وقت القراءة: 5 دقائق

السكتة الدماغية تُعد واحدة من أبرز الحالات الصحية الطارئة التي تؤثر على الدماغ، وتعتبر السبب الرئيسي للإعاقة الدائمة بين البالغين حول العالم. تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين والمواد الغذائية الحيوية لخلايا الدماغ، وبالتالي تلفها أو موتها.

تنقسم السكتات الدماغية إلى نوعين رئيسيين: السكتة الإقفارية والسكتة النزفية. وفي هذا المقال، سنتعرف على كل جوانب السكتة الدماغية من أسباب وأعراض وعلاج وطرق الوقاية.

السكتة الدماغية

أنواع السكتة الدماغية

1. السكتة الدماغية الإقفارية

تشكل حوالي 80% من حالات السكتة الدماغية، وتحدث عندما يُسد أحد الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ. يحدث هذا الانسداد عادةً نتيجة جلطة دموية أو تراكم الدهون والكوليسترول داخل الشرايين، وهو ما يعرف بتصلب الشرايين.

العوامل المؤدية للإقفارية:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السكري.
  • ارتفاع الكوليسترول.
  • التدخين.
  • السمنة وقلة النشاط البدني.

2. السكتة الدماغية النزفية

تحدث عندما يتمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى تسرب الدم داخل الأنسجة الدماغية. تعتبر هذه الحالة أكثر خطورة من السكتة الإقفارية بسبب الضغط الذي يسببه الدم على خلايا الدماغ.

الأسباب الشائعة للنزفية:

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن.
  • تمزق الأوعية الدموية نتيجة تمدد الشرايين (Aneurysm).
  • اضطرابات تخثر الدم أو استخدام مضادات التجلط.
  • إصابات الرأس.

3. النوبة الإقفارية العابرة (TIA)

تُعرف بـ “السكتة الصغيرة” أو Mini-Stroke، وتحدث نتيجة انسداد مؤقت لتدفق الدم إلى الدماغ. غالبًا ما تستمر الأعراض لبضع دقائق أو ساعات وتختفي، لكنها تعتبر علامة تحذيرية للسكتة الدماغية الكبرى.

أسباب السكتة الدماغية

هناك مجموعة واسعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، منها:

  1. الأمراض المزمنة: مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، وأمراض القلب.
  2. العادات غير الصحية: التدخين، الإفراط في تناول الكحول، وقلة النشاط البدني.
  3. السمنة وزيادة الوزن: تؤدي إلى تراكم الدهون داخل الشرايين.
  4. التاريخ العائلي: وجود أفراد مصابين بالسكتة الدماغية يزيد من احتمالية الإصابة.
  5. التقدم في العمر: خطر الإصابة يزداد بعد سن الـ55 عامًا.
  6. النساء الحوامل وكبار السن: بعض حالات الحمل قد تزيد من خطر النزيف الدماغي.

أعراض السكتة الدماغية

تختلف الأعراض حسب نوع السكتة ومكان الإصابة في الدماغ، وتشمل:

  • ضعف أو خدر مفاجئ في الوجه، الذراع، أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم.
  • صعوبة في التحدث أو فهم الكلام.
  • تشوش الرؤية في عين واحدة أو كلتا العينين.
  • دوار مفاجئ، فقدان التوازن أو التنسيق.
  • صداع شديد ومفاجئ بدون سبب واضح.
  • صعوبة في المشي أو القيام بالحركات الدقيقة.

تذكر قاعدة FAST:

  • F الوجه: ابتسامة غير متساوية.
  • A الذراع: ضعف في أحد الذراعين.
  • S الكلام: صعوبة في التحدث.
  • T الوقت: التصرف السريع أمر حيوي.

التشخيص الطبي للسكتة الدماغية

يشمل التشخيص الطبي عدة خطوات:

  1. الفحص السريري: لتقييم قوة العضلات، التنسيق، والوظائف العصبية.
  2. التصوير بالأشعة: مثل CT Scan أو MRI لتحديد نوع ومكان السكتة.
  3. اختبارات الدم: للكشف عن ارتفاع الكوليسترول، السكر، أو اضطرابات التخثر.
  4. أشعة الأوعية الدموية (Angiography): لتقييم حالة الشرايين في الدماغ.

العلاج الطبي للسكتة الدماغية

يعتمد العلاج على نوع السكتة:

أ. السكتة الإقفارية

  • الأدوية المذيبة للجلطات (Thrombolytics): مثل ألتبلاز (Alteplase) التي تُعطى خلال ساعات محدودة من ظهور الأعراض.
  • مضادات التجلط: مثل الأسبرين أو الكلوبيدوجريل لمنع تكوين جلطات جديدة.
  • التدخل الجراحي: أحيانًا يتم إزالة الجلطة جراحيًا باستخدام القسطرة.

ب. السكتة النزفية

  • التحكم في ضغط الدم: منع زيادة الضغط الذي يزيد من النزيف.
  • الجراحة: لإصلاح الأوعية الممزقة أو إزالة تجمع الدم.
  • الأدوية: لتخفيف الضغط على الدماغ والسيطرة على التشنجات.

إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية

إعادة التأهيل أساسية لاستعادة الوظائف المفقودة، وتشمل:

  • العلاج الفيزيائي: لتحسين الحركة والقوة العضلية.
  • العلاج الوظيفي: لتعليم الأنشطة اليومية مثل الأكل واللبس.
  • العلاج النطقي واللغوي: لمساعدة من يعاني صعوبة في الكلام أو البلع.
  • الدعم النفسي: لمواجهة الاكتئاب والقلق الناتج عن الإصابة.

الوقاية من السكتة الدماغية

يمكن تقليل خطر السكتة الدماغية من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة:

  1. السيطرة على ضغط الدم: متابعة ضغط الدم يوميًا والالتزام بالأدوية.
  2. الحفاظ على الوزن الصحي: ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب الأطعمة الدهنية.
  3. الإقلاع عن التدخين والكحول.
  4. التحكم في مرض السكري: مراقبة مستويات السكر بالدم.
  5. اتباع نظام غذائي صحي: غني بالخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة.
  6. الفحص الدوري: للكشف المبكر عن عوامل الخطر.

الخلاصة

السكتة الدماغية حالة طارئة تهدد حياة الشخص ووظائف دماغه. التعرف المبكر على الأعراض والتصرف بسرعة قد ينقذ الحياة ويقلل من المضاعفات. كما أن تبني نمط حياة صحي، إدارة الأمراض المزمنة، والفحص الدوري، تعتبر من أهم وسائل الوقاية.

تذكر دائمًا أن الوقت مهم جدًا عند حدوث السكتة الدماغية، فالتدخل الطبي الفوري يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في النتائج الصحية.

أستشارة طبية من الأطباء الأن

تابعنا على صفحتنا على الانستغرام Health News Arabic | أخبار الصحة بالعربي

شاركها مع اصدقائك

شاركها مع اصدقائك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أوافق على سياسة الخصوصية*