العقل السليم فى الجسم السليم
الحكة: الأسباب والأعراض وطرق العلاج والوقاية
تُعتبر الحكة (Pruritus) من أكثر الأعراض الجلدية شيوعًا التي يمر بها الناس في مختلف الأعمار. وعلى الرغم من أن الحكةَ قد تكون عرضًا بسيطًا ومؤقتًا ناتجًا عن جفاف الجلد أو لدغة حشرة، إلا أنها قد تكون أحيانًا مؤشرًا على مرض جلدي مزمن أو حتى مشكلة داخلية في الكبد أو الكلى.
في هذه المقالة سنتعرف على كل ما يخص الحكةَ: أسبابها، أنواعها، الأعراض المصاحبة لها، طرق التشخيص، العلاج، ونصائح الوقاية.

ما هي الحكة؟
الحكة هي إحساس مزعج يولّد رغبة قوية في خدش الجلد. تحدث نتيجة تهيج النهايات العصبية الموجودة في طبقات الجلد بسبب عوامل مختلفة، قد تكون خارجية (مثل الحساسية أو الجفاف) أو داخلية (مثل أمراض الكبد أو اضطرابات الدم).
الأسباب الشائعة للحكة
جفاف الجلد (Xerosis)
أكثر الأسباب شيوعًا للحكةَ، خاصة في فصل الشتاء أو لدى كبار السن. يظهر مع:
- تشققات في الجلد.
- قشور بيضاء.
- إحساس بالشد.
الحساسية الجلدية
قد تنتج عن:
- تناول أطعمة معينة (مثل المكسرات أو المأكولات البحرية).
- استخدام أدوية معينة.
- التعرض لمواد كيميائية أو منظفات.
الأمراض الجلدية
تشمل:
- الأكزيما (التهاب الجلد التأتبي).
- الصدفية.
- الشرى (الأرتيكاريا).
- الجرب (العدوى الطفيلية).
لدغات الحشرات
مثل البعوض أو البراغيث، وتظهر كبقع حمراء مع حكةَ شديدة.
العدوى الفطرية أو البكتيرية
مثل التينيا (سعفة الجلد) أو التهابات الجلد البكتيرية.
الأمراض الداخلية
- أمراض الكبد (مثل تليف الكبد).
- أمراض الكلى المزمنة.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- بعض أنواع السرطانات (مثل سرطان الغدد الليمفاوية).
التغيرات الهرمونية
- أثناء الحمل.
- في سن اليأس.
العوامل النفسية
القلق والتوتر والاكتئاب قد يزيدان من الإحساس بالحكة.
الأعراض المصاحبة للحكة
قد تختلف حسب السبب، وتشمل:
- احمرار الجلد.
- ظهور طفح جلدي أو بثور.
- جفاف وتقشر.
- تورم خفيف في بعض الحالات.
- جروح نتيجة الخدش المستمر.
تشخيص الحكةَ
للوصول إلى السبب، يقوم الطبيب بـ:
- أخذ التاريخ المرضي: متى بدأت الحكةَ، شدتها، والأدوية أو الأطعمة التي تم تناولها.
- الفحص السريري: ملاحظة الطفح الجلدي أو الجروح.
- التحاليل المخبرية: وظائف الكبد والكلى، سكر الدم، تعداد الدم.
- خزعة الجلد: في حال الاشتباه بمرض جلدي مزمن.
طرق علاج الحكة
العلاج الدوائي
- مضادات الهيستامين: مثل السيتريزين واللوراتادين (لتخفيف الحكةَ الناتجة عن الحساسية).
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية: لعلاج الالتهابات الجلدية (الأكزيما، الصدفية).
- الأدوية المضادة للفطريات أو البكتيريا: إذا كان السبب عدوى.
- العلاجات الجهازية: مثل أدوية الكبد أو الكلى إذا كانت الحكة عرضًا لمرض داخلي.
العلاجَ المنزلي
- استخدام مرطبات طبية بانتظام.
- تطبيق كمادات باردة على المنطقة المصابة.
- تجنب الاستحمام بالماء الساخن جدًا.
- ارتداء ملابس قطنية فضفاضة.
العلاج النفسي
في بعض الحالات المرتبطة بالتوتر والقلق، قد يساعد العلاج النفسي أو الأدوية المهدئة.
مضاعفات الحكة المستمرة
إذا لم يتم علاج السبب، قد تؤدي الحكة إلى:
- التهابات جلدية ثانوية بسبب الخدش.
- ظهور ندبات أو تصبغات.
- اضطراب النوم نتيجة الحكةَ الليلية.
- تدهور جودة الحياة.
الوقاية من الحكة
- المحافظة على ترطيب الجلد يوميًا.
- تجنب التعرض الطويل للشمس.
- استخدام منظفات لطيفة وخالية من العطور.
- شرب كميات كافية من الماء.
- الابتعاد عن مسببات الحساسية.
- الحفاظ على نمط حياة صحي لتقليل الأمراض الداخلية.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
اطلب استشارة الطبيب إذا كانت الحكة:
- شديدة أو مستمرة لأسابيع.
- مصاحبة بطفح جلدي غير معتاد.
- مصاحبة بفقدان وزن أو تعرق ليلي.
- مرتبطة باصفرار العينين أو الجلد (قد يشير إلى مرض بالكبد).
الخلاصة
الحكة عرض شائع قد يكون بسيطًا مثل الجفاف أو لدغة حشرة، وقد يكون مؤشرًا على مرض جلدي أو داخلي خطير. لذلك، فإن معرفة السبب الأساسي ومعالجته هو الخطوة الأهم للتخلص من الحكة نهائيًا.
تابعنا على صفحتنا على الانستغرام Health News Arabic | أخبار الصحة بالعربي
شاركها مع اصدقائك