العظام هي الدعامة الأساسية للجسم، فهي تمنحنا القدرة على الحركة، الثبات، وحماية الأعضاء الداخلية. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر العظام مخزنًا رئيسيًا للمعادن مثل الكالسيوم والفوسفور، وتلعب دورًا في إنتاج خلايا الدم من خلال نخاع العظم. ورغم قوتها، فإن العظام تحتاج إلى عناية مستمرة للحفاظ على صحتها، إذ أن أي إهمال قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل هشاشة العظام، الكسور، أو التهابات المفاصل.
في هذا المقال، سنتعرف على أهمية صحة العظام، العوامل التي تؤثر عليها، الأمراض الشائعة، وطرق الوقاية والعلاج.
أهمية العظام في الجسم
الدعامة: تشكل الهيكل الذي يبني شكل الجسم.
الحماية: تحمي الأعضاء الحيوية مثل الدماغ (عبر الجمجمة) والقلب والرئتين (عبر القفص الصدري).
الحركة: تعمل مع العضلات والمفاصل لتمكيننا من المشي والجري والقيام بالأنشطة اليومية.
إنتاج خلايا الدم: نخاع العظم ينتج كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.
تخزين المعادن: تخزن الكالسيوم والفوسفور وتطلقها حسب حاجة الجسم.
مراحل تطور العظام
مرحلة الطفولة والمراهقة: النمو السريع للعظام وزيادة الكتلة العظمية.
مرحلة البلوغ: تصل العظام إلى أعلى كتلة عظمية بين سن 25-30.
مرحلة الشيخوخة: يبدأ فقدان الكتلة العظمية تدريجيًا، مما يزيد من خطر الهشاشة والكسور.
الأمراض الشائعة التي تصيب العظام
1. هشاشة العظام
مرض شائع خصوصًا بين النساء بعد سن اليأس، يتميز بضعف العظام وزيادة خطر الكسور.
2. الكسور
قد تحدث نتيجة حوادث أو سقوط بسيط، وتكون أكثر خطورة عند كبار السن.
3. التهاب المفاصل
يؤثر على المفاصل ويؤدي إلى الألم والتيبس وصعوبة الحركة.
4. لين العظام والكساح
ينتجان عن نقص فيتامين د أو الكالسيوم، ويؤثران بشكل خاص على الأطفال.
5. أورام العظام
قد تكون حميدة أو سرطانية، وتحتاج إلى تشخيص وعلاج مبكر.
عوامل الخطر التي تؤثر على صحة العظام
التقدم في العمر.
نقص الكالسيوم وفيتامين د.
قلة النشاط البدني.
التدخين والإفراط في شرب الكحول.
العوامل الوراثية.
بعض الأدوية مثل الكورتيزون لفترات طويلة.
طرق الوقاية للحفاظ على صحة العظام
1. التغذية السليمة
تناول الحليب ومشتقاته الغنية بالكالسيوم.
الحصول على فيتامين د من التعرض لأشعة الشمس أو المكملات.
تناول الأسماك الدهنية والمكسرات والخضروات الورقية.
2. ممارسة الرياضة
المشي، الجري، وركوب الدراجات تقوي العظام.
تمارين المقاومة (رفع الأثقال) تحافظ على كثافة العظام.
3. تجنب العادات الضارة
الإقلاع عن التدخين.
التقليل من الكافيين والمشروبات الغازية.
الحد من استهلاك الكحول.
4. الفحوصات الدورية
فحص كثافة العظام بعد سن الخمسين.
متابعة مستويات فيتامين د والكالسيوم.
مراجعة الطبيب عند وجود كسور متكررة أو آلام عظمية مستمرة.
علاج أمراض العظام
1. هشاشة العظام
أدوية تقلل فقدان الكتلة العظمية مثل البيسفوسفونات.
مكملات الكالسيوم وفيتامين د.
العلاج الهرموني لبعض الحالات.
2. الكسور
الجبيرة أو التثبيت الداخلي بالمسامير والصفائح المعدنية.
العلاج الفيزيائي بعد التئام الكسر.
3. التهابات المفاصل
أدوية مسكنة ومضادة للالتهابات.
العلاج الطبيعي لتحسين حركة المفصل.
في الحالات المتقدمة قد يلجأ الطبيب إلى استبدال المفصل صناعيًا.
نصائح عملية لتعزيز صحة العظام
احرص على شرب كوبين من الحليب يوميًا.
اجعل الرياضة جزءًا من روتينك اليومي.
تناول وجبات غنية بالخضار والفواكه.
تعرض للشمس 15 دقيقة يوميًا.
تجنب السقوط عبر ترتيب المنزل جيدًا واستخدام أحذية مناسبة.
أحدث الأبحاث في صحة العظام
العلاجات البيولوجية: تستهدف بروتينات معينة مسؤولة عن تآكل العظام.
الخلايا الجذعية: أمل جديد في علاج الكسور المستعصية.
الطباعة ثلاثية الأبعاد: تُستخدم لصنع بدائل عظمية متوافقة مع الجسم.
الخاتمة
صحة العظام هي ركيزة أساسية لحياة نشطة وصحية. من خلال التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، الوقاية من العادات الضارة، وإجراء الفحوصات الدورية، يمكننا تقليل خطر الإصابة بمشاكل العظام والحفاظ على قوة أجسامنا مع التقدم في العمر. تذكّر أن الاستثمار في صحة عظامك اليوم يعني حياة أكثر استقلالية وجودة في المستقبل.
