سرطان الثدي: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

وقت القراءة: 5 دقائق

سرطان الثدي يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، ويصيب أحيانًا الرجال أيضًا بنسبة أقل بكثير. يمثل هذا المرض تحديًا صحيًا كبيرًا بسبب تأثيره النفسي والجسدي، لكن الاكتشاف المبكر والعلاج المناسب يزيدان بشكل كبير من فرص الشفاء. في هذه المقالة، سنستعرض كل ما يتعلق بسرطانَ الثدي: أنواعه، أسبابه، عوامل الخطر، أعراضه، طرق التشخيص، خيارات العلاج، وسبل الوقاية.

سرطان الثدي

ما هو سرطان الثدي؟

سرطان الثدي هو نمو غير طبيعي للخلايا في نسيج الثدي، ويبدأ عادة في قنوات الحليب أو الفصيصات المنتجة للحليب. عند تراكم هذه الخلايا غير الطبيعية، تتكون الأورام، والتي قد تكون حميدة أو خبيثة. الأورام الخبيثة هي التي تمتلك القدرة على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي، وهو ما يُعرف بالانبثاث.

هناك عدة أنواع رئيسية من سرطانَ الثديَ، منها:

  • سرطان القنوات (Ductal Carcinoma): الأكثر شيوعًا، يبدأ في قنوات الحليب.
  • سرطان الفصيصات (Lobular Carcinoma): يبدأ في الغدد المنتجة للحليب.
  • أنواع نادرة: مثل سرطان الثدي الالتهابي وسرطان خلايا جار الكيراتين.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي

السرطان، بما في ذلك سرطانَ الثديَ، يحدث نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والهرمونية. من أبرز هذه العوامل:

  • الجينات الوراثية: طفرات في جين BRCA1 أو BRCA2 تزيد من خطر الإصابة بسرطانَ الثديَ والمبيض.
  • العمر: يزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر، خصوصًا بعد سن 50.
  • الهرمونات: التعرض الطويل للإستروجين، مثل بدء الحيض المبكر أو انقطاع الطمث المتأخر، يزيد الخطر.
  • التاريخ العائلي: وجود إصابات سابقة لدى الأم أو الأخت أو الفتيات الأخريات.
  • العوامل النمطية للحياة: التدخين، الكحول، الوزن الزائد، قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي الغني بالدهون.
  • التعرض للإشعاع: خاصة عند العلاج الإشعاعي للصدر في سن مبكرة.

أعراض سرطان الثدي

تختلف أعراض سرطان الثدي حسب النوع ومرحلة المرض، لكنها غالبًا تشمل:

  • ظهور كتلة في الثدي أو تحت الإبط لا تختفي.
  • تغييرات في حجم أو شكل الثدي.
  • تغيرات في الجلد: مثل التقرن، التجعد أو احمرار الجلد.
  • تغيرات في الحلمة: انبعاج، إفرازات غير طبيعية، أو نزيف.
  • تورم أو ألم في الثدي أو الإبط.

من المهم التنويه أن معظم الكتل لا تكون سرطانية، لكنها تتطلب فحصًا دقيقًا للتأكد.

تشخيص سرطان الثدي

تشخيص سرطان الثدي يعتمد على سلسلة من الفحوصات الدقيقة:

  1. الفحص السريري: يقوم به الطبيب للكشف عن أي تغييرات في الثديين.
  2. الماموجرام (Mammogram): الأشعة السينية للكشف عن الأورام الصغيرة قبل ظهور الأعراض.
  3. الألتراساوند (Ultrasound): يساعد على تمييز الكتل الصلبة من الكيسات.
  4. الرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم للحالات المعقدة أو للأشخاص ذوي المخاطر العالية.
  5. الخزعة (Biopsy): أخذ عينة من الورم لفحصها تحت المجهر وتأكيد التشخيص.

علاج سرطان الثدي

يعتمد العلاج على نوع الورم ومرحلته، ويشمل:

1. الجراحة

  • استئصال الورم (Lumpectomy): إزالة الورم مع جزء صغير من النسيج المحيط.
  • استئصال الثدي الكامل (Mastectomy): إزالة الثدي بالكامل في الحالات المتقدمة أو متعددة البؤر.

2. العلاج الإشعاعي

يستخدم لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية بعد الجراحة وتقليل خطر الانتكاس.

3. العلاج الكيميائي

يستخدم لتقليص حجم الورم قبل الجراحة أو لمنع انتشار السرطان بعد الجراحة.

4. العلاج الهرموني

يُستخدم في الحالات التي يكون فيها الورم حساسًا لهرمونات الإستروجين أو البروجيستيرون.

5. العلاج الموجه والعلاجات المناعية

  • العلاج الموجه: يستهدف جزيئات محددة في الخلايا السرطانية.
  • العلاج المناعي: يعزز قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها.

الوقاية والكشف المبكر

الكشف المبكر من أهم عوامل النجاة، ويمكن الوقاية عن طريق:

  • الفحص الذاتي للثدي شهريًا.
  • الماموجرام السنوي للنساء فوق 40 سنة أو حسب توصيات الطبيب.
  • الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني.
  • الحد من استهلاك الكحول والتوقف عن التدخين.
  • تناول نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه.
  • متابعة العلاج الهرموني بحذر بعد سن اليأس.

الخلاصة

سرطان الثدي مرض معقد، لكن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يزيدان من فرص البقاء على قيد الحياة بشكل كبير. الوعي الذاتي، الفحوصات الدورية، واتباع أسلوب حياة صحي يلعبون دورًا حاسمًا في الوقاية والكشف المبكر. مع التقدم المستمر في العلاجات الجراحية والدوائية والمناعية، أصبح الأمل في الشفاء من سرطان الثدي أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.

أستشارة طبية من الأطباء الأن

تابعنا على صفحتنا على الانستغرام Health News Arabic | أخبار الصحة بالعربي

شاركها مع اصدقائك

شاركها مع اصدقائك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أوافق على سياسة الخصوصية*