يُعتبر الأسبرين واحدًا من أقدم وأشهر الأدوية في العالم، حيث يُستخدم منذ أكثر من 100 عام لتخفيف الألم وخفض الحرارة، كما أثبت فعاليته في الوقاية من أمراض القلب والجلطات. يتميز الأسبرين بخصائصه المتعددة كمُسكن، وخافض للحرارة، ومضاد للالتهابات، بالإضافة إلى دوره المهم كمضاد لتجمع الصفائح الدموية.
في هذه المقالة سنتعرف على كل ما يخص دواء الأسبرين: تاريخه، آلية عمله، دواعي الاستعمال، الجرعة الموصى بها، الأعراض الجانبية، والمخاطر المحتملة.
ما هو الأسبرين؟
الأسبرين (حمض الأسيتيل ساليسيليك) هو دواء ينتمي إلى فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs). يتم استخراجه أصلاً من قشور شجرة الصفصاف التي استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين لعلاج الألم والحمى.
وقد ساهم اكتشاف الأسبرين في ثورة طبية كبيرة، حيث يُستخدم اليوم لعلاج ملايين الحالات حول العالم.
دواعي استخدام الأسبرين
يُستخدم الأسبرين في عدة مجالات علاجية، منها:
تسكين الألم
الصداع والصداع النصفي.
آلام الأسنان.
آلام العضلات والمفاصل.
آلام الدورة الشهرية عند النساء.
خفض الحرارة
يساعد الأسبرين على تخفيف الحمى الناتجة عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية.
مضاد للالتهابات
يُستخدم في بعض الأمراض الالتهابية مثل:
التهاب المفاصل الروماتويدي.
التهاب الأوتار.
الوقاية من أمراض القلب
يُعد الأسبرين بجرعات صغيرة من الأدوية الأساسية للوقاية من:
الجلطات الدموية.
النوبات القلبية.
السكتات الدماغية.
أمراض أخرى
يُجرى حاليًا العديد من الأبحاث حول دور الأسبرين في الوقاية من بعض أنواع السرطان، خصوصًا سرطان القولون.
آلية عمل الأسبرين
يعمل الأسبرين من خلال:
تثبيط إنزيمات COX-1 و COX-2 المسؤولة عن إنتاج البروستاغلاندينات التي تسبب الألم والالتهاب والحمى.
منع تجمع الصفائح الدموية، مما يقلل من تكوّن الجلطات داخل الأوعية الدموية.
ولهذا يُعتبر الأسبرين دواءً متعدد الفوائد، لكنه في الوقت ذاته يحتاج إلى الاستخدام الحذر لتجنب مضاعفاته.
الأشكال الدوائية
يتوفر الأسبرين بعدة أشكال لتناسب احتياجات المرضى:
أقراص عادية.
أقراص فوّارة.
أقراص مغلفة معوياً لتقليل تأثيره على المعدة.
جرعات منخفضة (Baby Aspirin) بتركيز 75–100 ملغ للوقاية من الجلطات.
الجرعة الموصى بها
تختلف الجرعة حسب الغرض من الاستخدام:
تسكين الألم وخفض الحرارة: 325 – 650 ملغ كل 4 – 6 ساعات (الحد الأقصى 4 غرام يوميًا).
الوقاية من الجلطات وأمراض القلب: 75 – 100 ملغ يوميًا.
التهابات المفاصل: قد تصل الجرعة إلى 3 غرام يوميًا تحت إشراف الطبيب.
تحذير: يجب عدم تجاوز الجرعة الموصى بها لتفادي المخاطر.
الآثار الجانبية للأسبرين
رغم فعاليته الكبيرة، إلا أن الأسبرين قد يسبب بعض الأعراض الجانبية، منها:
تهيج المعدة أو حرقة.
الغثيان والقيء.
النزيف المعدي أو المعوي.
الطنين في الأذن (عند الجرعات العالية).
المخاطر المحتملة
من أبرز المخاطر المرتبطة بالأسبرين:
النزيف: نتيجة تأثيره على الصفائح الدموية.
قرحة المعدة: بسبب تهيج بطانة المعدة.
متلازمة راي (Reye’s syndrome): مرض خطير قد يصيب الأطفال عند تناول الأسبرين أثناء إصابتهم بالإنفلونزا أو الجدري.
الحساسية: قد يسبب الأسبرين رد فعل تحسسي لدى بعض الأشخاص.
التداخلات الدوائية
قد يتفاعل الأسبرين مع بعض الأدوية الأخرى مثل:
مضادات التخثر (الوارفارين، الهيبارين).
أدوية الضغط ومدرات البول.
بعض الأدوية المضادة للاكتئاب.
لذلك يجب إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض قبل استخدام الأسبرين.
موانع الاستخدام
يُمنع تناول الأسبرين في الحالات التالية:
الأطفال والمراهقون المصابون بعدوى فيروسية.
مرضى القرحة المعدية النشطة.
الأشخاص الذين يعانون من نزيف أو اضطرابات تخثر الدم.
الحساسية تجاه الساليسيلات.
النساء في الثلث الأخير من الحمل.
نصائح لاستخدام آمن
تناول الأسبرين بعد الطعام لتقليل تهيج المعدة.
الالتزام بالجرعة الموصوفة وعدم تجاوزها.
استشارة الطبيب قبل البدء أو التوقف عن الدواء.
إبلاغ الطبيب عن أي أعراض نزيف أو تقيؤ دموي.
عدم إعطائه للأطفال دون استشارة طبية.
الخلاصة
يُعد الأسبرين من الأدوية المهمة والفعالة في علاج الألم والالتهاب، وخفض الحرارة، كما يلعب دورًا أساسيًا في الوقاية من الجلطات وأمراض القلب. لكن، مثل أي دواء، يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي، خصوصًا عند تناوله لفترات طويلة.
